طاوعني قلمي على اقتراف القصف الغاشم. حتى وإن كنت بلا قلب فلا أظن أني سأكون سعيدا بأن أشارك الأقدار في ذبحك
رسالة إلى إنسان ما
لا أحس في العادة بالذنب ، ولا أملك خزانا من الشفقة ، لكن يبدو
أني عالق في مأزق مر ، لما اقترفتُ في غفلة من التفكير السوي.
ما أختبره الآن ليس وخز ضمير فضميري مصنوع من حجر ،
يشبه الضمائر شكلا لكن لا دماء تجري في عروقه الصلدة.
ما أختبره الآن لم ينفع معه گروان ولا بولعوان ، ليس ندما ،
ولكنه إحساس مر لكون آلة الزمن مجرد خرافة هوليودية . ليس
بيدك أن تنتشليني من هذا المأزق، بل لا أشتهي أن أتحرر منه .
لا
أحب سكب الدمع على المكسور ، فما كان قد كان وما سيكون
سوف يكون. وكل ناضج يتحمل عواقب ما اقترفت يمناه دون
ضجيج. لكن ما أريده هو أن تمحي ذاك اليوم ، أو ذاك الأسبوع ،
من الذاكرة . فلا حرف خدش ولا قصف سقط.
لا أميل إلى الاعتذار ولا أتسول عفوا ، فظهري يتحمل كل الأثقال
، لكني أميل إلى جعلك تدركين أن العيب لم يكن في حرفك ، فلا
أحد يستطيع أن يفهمني أو يتوقعني أو يتحمل وخز حروفي التي
تشبه نصلا دون أن ينظر إليها من منظور شخصي .
الصدفة أحيانا تختار من يكون في مرمى الحرف ، والحظ الخابط
الذي فقد عينيه يأتي بما يهوى ، لا يعنيه أن يكون فلان قد أذنب ،
أو أن فلانا يليق به القصف الجوي ، كل ما في الأمر أن قريني
الأسود اغتنم الفرصة ليعيث فسادا بالحرف.
لا يعنيني أن أكون بلا قلب ، لكني لا أحب أن أترك ثيراني تجتاح
حقل الورد دون سابق إنذار، لو كان حقل بطاطس لا بأس . لكني
أتقبل نفسي مثلما أنا ، راض عن سفالتي ووقاحتي ولساني الذي
يشبه نصل الرمح. سأظل كما أنا ، لا أحد يتوقع نوبات سعاري ،
ولا أحد يعلم من المعضوض التالي .
هذا أنا ، لا أحب الماكياج ، كلامي صارم مثل سيف علي ، لساني
بندقية حرب . من شاء أن يدنو فلا مفر له من أن يتحمل
شخصيتي
الحبلى بعواصف لا تنذر ، لا أحد معصوم من قنابلي الفجائية .
ليس الأمر شخصيا بيني وبين أي أحد ، لكن هذا أنا .
ليس مطلوبا مني أن أحب أحدا ، وليس مطلوبا من أحد أن يحبني
، فأنا معتاد على مناخ الكره ، لا أخلق صلات إنسانية دائمة ،
لأن
صديق الشهر عدو الشهر التالي . قد أكون مصابا بالبارانويا ،
وقد
لا أكون ، لكني كائن يشك في كل شيء ، حتى الوسادة أتفحصها
قبل النوم .
لست من الراكعين الساجدين ، لكني لو كنت إلها لأصدرت
مرسوما فوريا بشفائك إن كان المرض مازال يتربص في الظلمة
بدل أن أشتم أبا لهب ، ولو أني قرأت يومياتك قبل الذي صار لما
طاوعني قلمي على اقتراف القصف الغاشم. حتى وإن كنت بلا
قلب فلا أظن أني سأكون سعيدا بأن أشارك الأقدار في ذبحك.
أتمنى لك نشر المزيد من الروايات، وأن تستفيدي من تجاربك
السابقة ، وإذا احتجت يوما إلى رأيي فلن أبخل ، بشرط ألا تبكي
مثل كاظم ، فأنا أكره دموع النساء . وإذا كنت تريدين المجاملات
الرقيقة فأنا لا أبيعها ولا أشتريها.
ختاما ، أنا لا أكرهك ولا أشفق عليك ، لا أشفق عليك لأن الشفقة
خطيئة في حق الآخرين وفي حق أنفسنا. وبما أنك نجوت من
مشرط جراح مغربي فبمقدورك أن تقفزي فوق كل ما يعترض
قدميك دون حاجة إلى حروف مغموسة في الشفقة أو كلمات
محشوة بثناء زائف.
كوني صخرية، كوني بركانية ، حتى لو اضطررت إلى شرب
الماحية ، لكن لا تلبسي رداء يليق بالمتسولين، ولا تنتعلي حذاء
مصنوعا من ثناء الآخرين. تخلصي من جلباب الكياسة المفرطة
واتركي أنيابك تعض أحيانا . الحياة تحتاج إلى كأس يومية من
الشراسة.
إذا أعجبتك التدوينة لا تنسى مشاركتها مع أصدقائك
0 تعليق
Post a Comment